تطبيقات المواعدة
- sabeleltaqwa
- 27 يناير
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 19 فبراير
موضوع: حكم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإسلام
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلَّمنا الحكمة والبيان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي جاءنا بشرعٍ متكامل يوجهنا في أمور ديننا ودنيانا.
في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياة الناس، تُستخدم في التواصل، والتعلم، ونقل المعلومات، وحتى في التجارة والعمل. ومع هذا الاستخدام الواسع، من الضروري معرفة الحكم الشرعي لهذه الوسائل، والتأكيد على الضوابط التي يجب مراعاتها وفق الشريعة الإسلامية.

حكم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ذاته ليس محرمًا، بل هو من الأمور المباحة، بشرط أن يكون الاستخدام في حدود ما أباحه الشرع، وأن يخلو من المحرمات. وفيما يلي أبرز الضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند استخدام هذه الوسائل:
الالتزام بالآداب الإسلامية في الحديث والتعامل:يجب أن يكون الحوار والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي قائمًا على الاحترام والأدب، بعيدًا عن السب أو الشتائم أو الإهانة. كما يجب تجنب التحادث في الأمور المحرمة، مثل الغيبة والنميمة والكلام الذي يثير الفتن أو ينشر البغضاء بين الناس.
تجنب النظر إلى المحرمات أو المشاركة فيها:من المحرمات الواضحة في وسائل التواصل الاجتماعي تداول الصور أو الفيديوهات غير اللائقة، أو متابعة الحسابات التي تنشر محتوى يخالف القيم الإسلامية. قال الله تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ" (النور: 30).
عدم نشر الإشاعات أو الكذب:يجب على المسلم أن يتحرى الصدق عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وألا ينقل الأخبار أو المعلومات إلا بعد التأكد من صحتها، تطبيقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكل ما سمع" (رواه مسلم).
الابتعاد عن إضاعة الوقت:الإسلام يدعو إلى استثمار الوقت فيما ينفع، ويحذر من إضاعته في اللهو والعبث. لذلك، يجب أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حدود معقولة، دون أن يؤدي إلى إهمال الواجبات الدينية أو الأسرية أو المهنية.
استخدامها لنشر الخير والمعرفة:يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة دعوية نافعة، حيث يمكن استخدامها لنشر العلم النافع، والتذكير بالأخلاق الإسلامية، والتواصل مع الآخرين لتحقيق أهداف سامية، مثل إصلاح المجتمع وتقوية العلاقات الاجتماعية.
التحذير من المحاذير الشائعة:
الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي: يجب أن يكون الاستخدام معتدلًا ومتوازنًا، وألا يؤدي إلى إدمان يؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
المجادلات العقيمة: ينبغي تجنب الدخول في مناقشات غير مثمرة أو مشاحنات تثير العداوة بين الناس.
الاستخدام السري أو غير الشفاف: خاصة بين الشباب، يجب الحذر من استخدام وسائل التواصل في أمور خفية قد تؤدي إلى الوقوع في المحظور.
الخلاصة:
إن وسائل التواصل الاجتماعي أداة يمكن استخدامها في الخير أو الشر. وهي جائزة شرعًا إذا التزم المسلم بالضوابط الإسلامية، مثل الابتعاد عن المحرمات، والتحلي بالأدب والصدق، واستخدامها فيما ينفع. وينبغي أن يسعى المسلم إلى جعل هذه الوسائل وسيلة لتقوية العلاقات الاجتماعية، ونشر الخير، وتطوير الذات، مع الحرص على عدم الوقوع في الفتن أو الانشغال بها عن الواجبات الأخرى.
نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا على استخدام هذه النعم فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Comments